ماذا فعلت العصابة بالحديقة الجيولوجية (حديقة حفريات الإسفنج)؟
قبل عدة سنوات شرعت العصابة الأنجلوسلطانية ببناء مجمع مبانٍ أمنية في الحد الشمالي الشرقي لسيح العلعلانة بالجبل الأخضر، إلى الغرب من بلدة ”الدويخلة“ والتي حرقتها ودمرتها عن بكرة أبيها طائرات الاحتلال البريطاني في حرب الجبل 1957م -1959م. وهذا المجمّع الأمني من ضمن المشروع الضخم الذي كلف عشرات المليارات لبناء مراكز أمنية وسجون ومعتقلات جديدة تتسع لكل الشعب العماني، في كل أرجاء عمان، جبال وصحاري وسواحل ووديان.
ورغم أنّ قانون الثروة المعدنية المزعوم والذي صدر بمرسوم من السلطان الهالك سنة 2019 يمنع تدمير الأحافير والاعتداء عليها لكن العصابة التي تصنع وتضع هذه القوانين تستثني نفسها متى ما أرادت من أي قانون وأي تشريع، متى ما تعارض مع مصالحها، وهنا في إقامة المباني التي تخدم مصالحهم الأمنية مثلاً، والتي تخدمها في مراقبتها للشعب والتنكيل به واعتقال من تشاء منهم والزج بهم في سجونها.
الموقع الذي أقيمت عليه هذه الإنشاءات يعتبر حديقة جيولوجية، تحوي مجموعة نادرة ومميزة من حفريات العصر البرمي - قبل 300 مليون إلى 250 مليون سنة- وأهم هذه الحفريات المحفوظة في التكوين الصخري -سيق- هي حفريات الاسفنج البحري، والتي لم نجدها في صخور العصر البرمي في الجبل الأخضر إلا في موقعين اثنين هذا الموقع أهمهما وأكثرهما وضوحاً وتنوعاً وغناً بهذا النوع من الحفريات.
لذلك فإنّ تدمير هذا الموقع يعتبر جريمة بحق التراث الجيولوجي العماني والعالمي أيضاً.
موقع الحديقة الجيولوجية (حديقة حفريات الإسفنج)
موقع كسارة الصخور بالقرب من المركز
وهذا الموقع رغم أنّ الجزء الأكبر منه خارج مخطط المركز الأمني لكن العصابة دمرت صخوره بكساراتها وحولتها إلى رمل وحصباء لأغراض البناء، كما يظهر في الصورة ومقطع الفيديو التاليين، ولم ينج من صخوره إلا جزء يسير، والآن لا يتجاوز تعداد الحفريات به حسب تقديرنا 25٪ من العدد الأصلي قبل الخراب.
والصور التالية تظهر حجم المباني والمساحة الكبيرة التي بنيت عليها، لاحظ بعض المباني بلا نوافذ، ستكون معتقلات وسجون على الأرجح!
عندما يموت الإسفنج في الحيود المرجانية إن لم يتحلّل أو يتلاشى تبدأ التجاويف أو الحجيرات والأجزاء الرخوة بالإمتلاء بالرواسب مع مرور السنين وتبقى حدود التجاويف أو الحجيرات محيطة بهذه الرواسب ومع مرور الزمن وتحجرها يتباين الجسم عن الرواسب المحيطة به وتبقى الحدود الأصلب مميزة له فيظهر بهذا الشكل المقطعي.
** ملاحظة: صور الحفريات التقطت سنة 2013م وسنة 2015م، قبل تدمير الحديقة.
وهذه الحديقة الجيولوجية كانت لا تحوى حفريات الإسفنج فقط، بل أيضاً حفريات لمخلوقات بحرية أخرى لا سيما القواقع والأصداف، كما يظهر، لكن للأسف تم تدمير أغلبها كحال الإسفنج
ممكن إحداثيات الموقع؟
ردحذف